– لقد أمرت الفخامة بغلق هذا الملف تمامًا والتكتم على أموره، والتخلص من كل أوراقه في الحال.

         هكذا أبلغ المُسيف نسره عبر الهاتف، والتي استشاطت غضبًا صائحة به:

  • ما هذا الهراء؟ ماذا تقول؟ لن أوافق أن يحدث هذا على الإطلاق، فهذه قضيتي وملفي ولن أسمح بوصدها إلا عندما أنتهي منها كما يروق لي، فليس هناك أفضل مني حتى يتولى هذا الأمر.

فقال المُسيف بلغة هادئة محاولًا امتصاص ثورتها:

  • الملف خرج من بين أيدينا فلا حول لنا ولا قوة به، على ما يبدو أنه تحول إلى قبة الصَقارين ليتخذ طريقه لعش الصقور.

فانزعجت وصاحت في غضب شديد:

  • لماذا تثق الفخامة في القبة أكثر منا؟ لماذا تكسبهم هذه المواثقة العمياء؟ ونحن من نقوم بتأمين البلد بأسرها على أكمل وجه، أليس نحن الذين نواجه المعارضة بالطرق الشرعية منها وغير الشرعية؟ ألسنا من نراقب ونقمع الأحزاب والحركات بكل الوسائل المتاحة وغير المتاحة، فلماذا إذن يثقون بهم أكثر منا؟
  • هذا لا يهمنا في شيء، نحن نتبع الأوامر فقط.

فجهرت جيلان بطريقتها العصبية:

  • أطع أنت الأوامر وحدك، ولكننا نحن نسور الجهاز لن نقبل بهذه الإهانة البشعة، وسوف نثبت أننا أجدر من تلك الصقور المزيفة.
  • أتعجب لأمركم، فلا أعلم لماذا أنتم تأخذون الأمر بحساسية شديدة، ويعتريكم دائمًا الشعور بالإهانة اتجاه صقور القبة، فعلينا جميعًا الالتزام بأوامر الفخامة العليا، أتفهمين مقصدي؟

لم يتلقَّ ما يبعث على الإجابة فواصل:

  • سوف نلتقي في التاسعة لتناول العشاء.
  • اتركني وشأني، إنني مرهقة اليوم سأخلد للنوم.

ثم أغلقت المكالمة، ولكن لم تمسك عقلها عن التفكير الذي أخذها بعيدًا وبعيدًا.