لا تتفهم علا سبب رفض الصاقر القاطع لاقتراحها بزواج أنس ورواية لإكمال خطتهم الموضوعة, فإرسال رواية لمعقل العالم الجديد يتطلب إجباريا أن تصبح امرأة ممارسة, وهذا أمر لن تتقبله رواية من أي رجل وإن كانت خاضعة لكل أوامر الصقور من أجل عودة أنسيموس فهذا ليس بمبرر لأن تجبر على الزواج والممارسة بمن لا ترغب, وإن كان زواجًا مؤقتًا, فلم تجد علا في دائرة تفكيرها رجل أقرب لرواية من أنس, ولكن حينما طرحت فكرتها أثناء الاجتماع مع شيخ الصقارين بالقاهرة لبحث ووضع النقاط والمراحل  الأخيرة كاختيار وتأمين المقرات الجديدة, واستلام الأجهزة الإلكترونية والكيميائية, وتقديم قائمة بعناوين الأبحاث الفكرية والتاريخية والدينية المطلوب إعدادها من متخصصي وباحثي القبة, غضب الصاقر بشدة صائحًا بحزم:-  

  • هذا ما لا يمكن حدوثه, فأنس ورواية من المحال أن يجتمعا سويًا.

استنكر شيخ الصقارين هذا الرفض وطلب من الصاقر توضيحًا إلا أنه أبى الإفصاح لأمر بداخله مما جعل الأمر يتكون في عقيدة كبير الصقارين بأن الصاقر يخشى غضب أنسيموس فيما بعد, أو أنه يخشى غِيرة قصة لزوجها والتي لن تستطيع أن تتحكم بها مهما كانت عقلانية مما سيؤدي لخلق توتر بينهما, ولكن علا لها تفسيرها المختلف وهي وقوع الصاقر في شباك الحب العمياء, كل له تفسيره الخاص ولكن أي التفسيرات هو الحقيقة, لا علم إلا للصاقر, لم ينتشل علا من الاستغراق في التفكير بداخل مكتبها إلا دقات هاتفها المحمول, فما أن وجدت المتصل زوجة صلاح حتى بادرت بالاستجابة, فصرخت المتصلة بها باكية مذعورة:-  

  • علاااا, سماء اختطفت أثناء عودتها من المدرسة.

كارثة لم تكن في الحسبان, فزعت علا ولكنها حاولت أن تهدئ من روعها, وبمجرد أن أغلقت المحادثة حتى استفسر نائبها عن سبب هلعها, فلما أخبرته تألم كثيرًا قبل أن يقول:-

  • لم يكن من المفترض تركها للعودة.
  • كان من الطبيعي أن تعود لبيتها وكأنها أنهت المنحة التي نالتها.
  • كان يجب علينا حمايتها بعد العمل معنا.

فكرت قليلًا قبل أن تستفسر:-

  • هل تقصد اختطافها قد يكون متعلق با……

فقاطعها مجيبًا:-

  • بكل تأكيد.

فقامت مرتبكة من كرسيها لتلملم حاجاتها دليلًا على انصرافها, فنبهها قائلًا:-

  • أين تذهبين, علينا أولا تبليغ الأمر للصاقر.
  • الصاقر حلق للأقاصي مع الصحرويات لإختيار المقرات بنفسه في تلك البلد التي لا نعلم سنعود منها أم لا.  
  • ما زالت الصحراء الغربية هي المقترحة!؟, الأجواء مشتعلة هذه الأيام وأنت تعرفين حساسية الموضوع وخطورته سواء مع المغرب أو الجزائر.
  • ومتى كانت الأمور هادئة هناك, ربنا يرحمنا ويرحم هذا الشعب المشتت بينهما

وفي طريقها للخروج بعد أن فتحت باب المكتب وقفت واستدارت باتجاه نائبها مستأنفة:-

  • عليّ الذهاب الآن لعائلة صلاح أولًا, ثم ساتجه لرواية بديرمواس لتأمينها بنفسي مع مجموعة المثلث العشري, بينما أنت أعلم الصاقر بالتجديدات, وأبلغ منفردة المصدر بالاستعداد والبدء في البحث لمعرفة كل ما يتعلق بالاختطاف.

   وفي غضون ساعة كانت علا في منزل صلاح لمواسأة أصدقائها, وهناك علمت من الضباط المنتدبين للقضية أثناء حديثهم مع صلاح بأن منفذي العملية من المحترفين الذين لا يخطئون أبدًا.