وصلت رواية مليلة ذات الوجهين حيث الأحياء والشوارع الرئيسية كمدينة عتيقة عريقة على طراز أوروبي حضاري يسكنها 55% من السكان ذوي الأصول الإسبانية, أما على الجانب الآخر فالوجه الخفي حيث المشهد أقل جمالًا واهتمامًا حيث يسكنه ذوي الأصول المغربية المسلمة والذين يطالب غالبيتهم بعودة مليلة للملكة المغربية لما يعانون من تفرقة في المعاملة وارتفاع نسبة البطالة التي وصلت 60% مع طرد أبنائهم من التعليم في المرحلة الإعدادية, غير أن منهم من توطدت علاقته بالمحتل فرضي بالاغتصاب محتجًا بأن المغتصب يغتصبه بعدل, بعد أيام من مكوثها بالعش الصقري اجتمعت بعلا ولحقها فيما بعد الصاقر, وكانت علا قد بدأت تمهد لها الأمور لفهم طبيعة الخطوة الأخطر في مسار خطتهم بعد أن تم إدراجها على قوائم الانتظار للتلقيح والحقن بحيوانات الكبار, وقد حصلت على العربون ألف دولار حيث ثمن التأجير الفترة كاملة حتى الإنجاب عشرة آلاف دولار, فبادرت علا بالتوضيح:-

  • عليك يا رواية معرفة معلومة أساسية وهو أن العالم القادم الذي يخطط له الآن ليشكل قريبًا وليفرض على الجميع مستقبلًا هو من ثلاثة أضلاع, الضلع الأساسي المنفذ وهم الحشاشون الجدد, والضلع الأساسي المخطط هم سموم SMOM أي النظام العسكري لدولة مالطا, والضلع الحامي سياسيا همK.K. .  

الأهم لك معرفتهم هم طائفة الحشاشين لأنك ستخالطينهم مباشرة, فعليك معرفة شيئين قبل زرعك بداخلهم, الأول تاريخ النشأة العقائدية, والثاني تاريخ النشأة الإرهابية.

فالطوائف الإسماعلية المنتشرة في وقتنا الحاضر اثنتين, هما البهرة والأغاخانية, وطبعا لا يخفى على أحد كيف أن للبهرة تواجد مكثف ومخطط في مصر من خلال التجارة بمناطق مصر الفاطمية, وإغرائهم للحكومة المصرية بالتبرعات كل عام بمبلغ وقدره مقابل الموافقة على ترميم مساجدهم المقدسة, إلا أنه في الحقيقة الأخطر فرقة الأغاخانية, مالكة شبكات التنمية المتوغلة في العالم بأسره, وصاحبة مشروع ترميم وإعادة إحياء منطقة القاهرة الفاطمية القديمة الواقعة غرب الدرب الأحمر من خلال إنشاء حديقة الأزهر “الأزهر بارك”, فطبقا لما يعتقدونه فهي أرض الميعاد حيث أنها مكان إختفاء إمامهم المزعوم وعودته ستكون منها فلهذا جهزوها بالأشجار والمساحات الخضراء كجنة أرضية تليق باستقبال مهديهم المنتظر, وهذا السر الذي أبلغنا به أنسيموس وعرضه للكشف والاحتجاز, فكل من يريد وهم بأفضلية أو وعد من الرب بأرض لميعاده لا يجد إلا أرض مصر, فالصهاينة يريدون أراضي نيل مصر, والدروز يريدون مسجد الحاكم بأمر الله الواقع بشارع المعز, والبهرة يريدون مسجد اللؤلوة بالأباجية بحي الخليفة بالقاهرة, والأغاخانية يريدون منطقة الأزهر بارك, ولا نعلم لماذا ضاقت على آلهتهم الأرض الواسعة والممتدة في جميع أنحاء العالم لتتصارع على أرضنا, ولكي تتفهمين الأمر سيشرح لك الصاقر الحقبة التاريخية لنشأة العقائدية ونشأة الإرهابية.  

فيتولى الصاقر مجرى الحديث محاولًا توضيح وشرح الأمر مع قليل من التبسيط:- 

  • أولًا يا رواية سوف أذكر لك في بعض المواضع بعض المصادر المهمة إذا أردت الاستزادة في التفاصيل بما أن لديك الكثير من الوقت, فكما هو معلوم بأن انتساب الإسماعلية لإسماعيل بن الإمام جعفر الصادق الإمام السادس, وهو كان من أتباع أبو الخطاب محمد بن أبي زينب, وهذا الرجل له صلة وثيقة بنشاة الإسماعلية وتكوينها وابتداع عقائدها ومعتقداتها, فأبو الخطاب هو من جلساء جعفر الصادق وليس أبيه محمد الباقر كما ادعى برنارد لويس المستشرق اليهودي, بريطاني المولد أمريكي الجنسية, وصاحب نظريات تقسيم الشرق الأوسط وتقسيم مصر لدويلات صغيرة, وأخبث المستشرقين في القرن العشرين, ولابد من التعامل معه بحذر في جميع كتاباته.

وكانت أفكار أبو الخطاب تدور حول (لابد في كل عصر من رسولين: ناطق وصامت, فكان محمد ناطقًا وعلي صامتًا, والإمام يتصور في أي صورة شاء, ومن عرف الإمام وضع الأعمال, وأن الله يحل في أبدان الرسل والأئمة, وأن الأرواح والأجسام لا تموت ولا تفنى ولكنها تتحول لملائكة, وتحليل الشهوات ما حل منها وما حرم حيث أن كل ما فرض أو حرم أو حلل في القرآن هو أسماء رجال) ومثل هذه الأفكار التي ستجدينهم يطبقونها بالفعل في جماعاتهم, وكل ما سبق مذكور على اختلافات في كتب الشيعة كالنوبختي والقمي والماقاني والاسترابادي والأرديبلي, أما ما كان من كتب أهل السنة كالأشعري والملطي وابن حزم والغزالي والشهراستاني والرازي والمقريرزي والنويري, إضافة على ما سبق, (أن لكل ظاهر باطن وأن ظاهر القرآن غير باطنه ولا يعلم باطنه إلا الأئمة, والتأويل, والتناسخ, وفرض طاعة الأئمة على جميع الخلق في أي عمل كان, حرامًا أما حلالًا, وهو في الحقيقة لا حرام لديهم إلا إن خلفتهم ففعلك حرام ووجب قتلك).  

أما بخصوص كُتاب الإسماعلية فلم يذكروا أبا الخطاب إلا قليلًا مثل ما ذكره النعمان بن محمد المغربي قاضي قضاة الإسماعلية في كتابه دعائم الإسلام وإدريس عماد الدين الداعي المطلق في كتابه عيون الأخبار.

والخلاصة أن أبو الخطاب هو المؤسس الأول للإسماعلية عقائديًا مثل ما رأى المستشرقيين ماسنيون وفريدليندر وكما رأي القمي والنوبختي وكما نقل عنهم الشيخ الباكستاني إحسان إلهي ظهير الذي اغتيل على أيديهم في عام 1987م.   

وتأتي أهمية أبو الخطاب من أن إسماعيل كان يتبعه ويسامره ويشرب معه الخمر كما ثبت أن عقائده أغوته وأوقعته في حبائلها وشراكها, فكان يأتي أعمالهم في غالبيتها, ولذلك تبرأ منه أبيه الإمام جعفر الصادق كما تبرأ من أبي الخطاب, ويذكر بأن أبي الخطاب كني بأبي اسماعيل لأنه كان مربيا لإسماعيل بن جعفر متبنيًا له بالأبوة الروحانية, مات إسماعيل بن جعفر في حياة أبيه, ويتفق فيها غالبية الشيعة الاثنى العشرية وأهل السنة, أما الاسماعلية أنفسهم فاختلفوا كثيرًا.

بموت اسماعيل بدأ يظهر أكثر الناس شرًا وخبثًا, وهو ميمون القداح بن ديصان والذي زعم أن إسماعيل لم يمت وإنما انتقل كآخر الأئمة في دور التستر والتخفي, وخلف بدلًا منه ميمون القداح مجاهرًا بدعوته وقائمًا بأموره ومتكلمًا باسمه ومن بعده ورثها ابنه عبدالله وكان أكثر كذبًا وخبثًا من أبيه, وأنجب عبدالله ولدًا اسمه أحمد والذي تحالف مع حمدان بن الأشعث المعروف بالقرمط واستجاب له في دعوته للإسماعلية, وأنجب أحمد الحسين ومحمد الملقب بأبي الشلعلع, تولى الحسين الدعوة فمات, فتولى محمد أبو الشلعلع الأمامة, ثم عادت لإبن الحسين وهو سعيد, وهذا هو الشخصية البارزة والأهم في الإسماعلية.

غالبية من سبقوا الحسين كانوا يقيمون بقرية سليمة بالشام المسمأة بهذا الاسم للآن وتقع على بعد 33 كيلومتر شرق حماة, والنسبة الأكبر من سكانها إسماعليين لليوم, ومنها برز الكاتب الإسماعيلي تامر عارف, ومصطفى غالب الذي عرف في الأوساط الثقافية (بالحرامي) لسرقته المتكررة في كتبه وعدم إلتزام الأمانة العلمية, وعلى سبيل ذكر الكُتاب الإسماعليين والباحثين في تاريخهم أخبرك ببعضهم قديما وحديثا مثل الدكتور زاهد على الهندي وهو إسماعيلي منصف, والدكتور محمد كامل حسين وهو مصري سني باحث في الدولة الفاطمية والإسماعلية متعاطف قليلًا, والدكتور محمد عبدالله عنان وهو أفضل وأنصف المؤرخين المصريين حديثًا, أما قديمًا فالمقريزي والذي أجمع المؤرخون والعلماء على تعاطفه معهم لأصوله الفاطمية فحاول إعطاء تفسيرات عقلانية مختلفة عن كل من سبقوه لتبرير أفعالهم مع أنه كان إمام سني شافعي.

فلنعود لمسارنا التاريخي, هرب سعيد من سليمة لمصر ثم للإسكندرية ثم لسجلماسة الواقعة بالمملكة المغربية حاليًا وهي ثاني الإمارات الإسلامية في المغرب الإسلامي بعد القيروان, وكانت إمارة لبنى مدرار الخارجية والقائمة على مذهب الصفرات, فلما تسمى بـعبيدالله وتكنى بأبي محمد وتلقب بالمهدي ونسب نفسه لآل البيت زورًا وبهتانًا قبض عليه, وبعد تهريبه من قبل الدعاة الإسماعليين وعلى رأسهم عبدالله الداعي الذي كان مسئول عن نشر الدعوة بأراضي المغرب بدأ يرتاب في مهديته وقداسيته لأفعاله الخليعة وفساده من سفح ونهب وإغتصاب للمال والدور, فقتل النساء والأطفال والعلماء, وقذف الصحابة والأتباع, وحلل المحرمات, وجعل نفسه الإمام الأول في دور الظهور الثاني بعد أن أسس طائفة الإسماعلية كدولة, وبنى المهدية الواقعة حاليًا بتونس عاصمة لها, ومات في عام 322 هـ.

خلفه إبنه القائم بأمر الله, وكان أبشع من والده, فأتى ما أتى به وأشنع, فحاربه الناس وعلى رأسهم زعيم الإباضية وقتئذ أبو يزيد وتحالف معه أهل السنة وقاتلوا بجواره إلى أن انهزم جميع الإسماعلية في المدن المغربية وانحصروا بداخل المهدية, وقد انحصرت أيضا دعوة التشريق, وكانت تطلق من قبل المغاربة على الإسماعلية نسبة لقدومهم من الشرق الإسلامي, ومات القائم بأمر الله من شدة الحصار بعد أن جن وفقد عقله عام 334هـ.

ومن بعده تولى إبنه إسماعيل المنصور ووعد بأن يغير من مسار أبيه وجده حتى تمكن من هزيمة أبي يزيد الإباضي فسلخه وصلبه ثم أعاد سياسة أبيه وجده, فشرع بالقتل والحرق والنهب إلى أن مات عام 341 هـ, وتولى بعده إبنه معد الإمام الاسماعيلي الرابع, والملقب بالمعز والمكنى بأبي تميم وكان عمره حوالي 23 عام, وأرسل جيشه لغزو مصر بقيادة جوهر الصقلي الذي غزاها سنة 358هـ ومن ثم لحق به المعز ودخلها 362هـ, وظل بها هو وذريته متخفيًا تارة ومتحديًا تارة إلى أن تولى ابنه الثالث الملقب بالعزيز سنة 365 هـ إلى أن توفي 386هـ, وكانت للعزيز جارية مسيحية هي التي ولدت له ست الملك, الأخت الكبرى للحاكم بأمر الله أبو علي المنصور, واختلف المؤرخون هل هذه الجارية هي بعينها أم الحاكم أم غيرها, وتولى الإمامة الحاكم أبو علي المنصور وهو في سن الحادية عشر وكان وحيدًا بعد وفاة أخيه الأكبر, وكان أفسق وأعهر وأفجر وأجرم حكام التاريخ, فما أتى حاكم في التاريخ المصري بما أتى به هذا السفاح في حق المصريين من نهب وتعذيب وقتل الكبار والأطفال والنساء والعلماء والتمثيل بالجثث وتقطيع الأيادي والألسنة ومنع الصلوات وهدم المساجد والكنائس وسب الصحابة والأتباع والأنبياء, إلى أن تجرأ وادعى الربوبية وألَّه نفسه وكان هو المدعي بنفسه وليس أتباعه كما يظن البعض, فكان يوجههم لنشر مزاعم دينه الجديد ومرسلًا جميع كتاباته وخطاباته بعبارة “بسم الحاكم الرحمن الرحيم” وهذا ما اتفق جميع المؤرخون عليه.  

إلى أن مات في شوال سنة 411هـ في جبل المقطم ويقال طبقًا لبعض الروايات أنه قتل بتدبير من أخته ست الملك, وكان عمره وقتئذ 36 عام ولم يعثر على جثته, بينما طائفة الدروز تؤمن إيمان عميق بأنه اختفى ليعود في آخر الزمان ولهذا يقدسون مسجده الحاكم بأمر الله ويحجون إليه سنويًا بدلًا من مكة كما تنص كتبهم السرية, وقد أورث الإمامة لأحد أبناء عمومته وهو عبدالرحيم بن إلياس بن المهدي ولكن ست الملك عزلته وولت إبن الحاكم بدلا منه والملقب بالظاهر وجمعت له البيعة في عيد الأضحى سنة 411 هـ, وكان سكيرًا فاسقًا غير مبالٍ بأمور الشعب والحكم, كان يلبس كالنساء ولا يفارق المغنيات, واشتد القحط بمصر فكان الناس يموتون جوعًا في مصر والشام وكانت أمور الدولة في يد عمته ست الملك ووزيره, إلى أن توفى عام 427 هـ, وخلف ابنه معد المكنى بأبي تميم والملقب بالمستنصر والذي وقعت في عهده الشدة المستنصرية التي مات فيها ثلث أهل مصر أو نصفهم على اختلاف المؤرخين, ومات عام 487هـ, وترك أربع أولاد أكبرهم نزار وأصغرهم أحمد الملقب بالمستعلي.

ومن هنا تبدأ حقبة جديدة وانقسام في الفرقة الإسماعلية, فكان الوزير الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجمالي يكره نزار الأكبر ولهذا ساعد أحمد الأصغر على تولية الإمامة والزعامة, ومن هنا ولدت الفرقتين النزارية وعلى رأسها حسن الصباح وأتباعه وهم الأغاخانية حاليًا, والمستعلية أو الأحمدية نسبة لأحمد المستعلي وهم البهرة حاليًا.

ودفن المستعلي أخيه نزار حيًا وبنى عليه حائط, ولهذا تعتقد الأغاخانية بأن مكان الدفن كما تنص عليه خرائطهم وكتبهم الباطنية السرية هو مكان حديقة “الأزهر بارك” الحالية ولهذا قاموا بإنشائها رغبة منهم في تحسين وتهيئة مقام ومقر المهدي المنتظر في حين عودته الأخيرة لإنقاذهم.  

توفي المستعلي في عام 495هـ وخلفه إبنه صاحب الخمس سنوات الذي نصبه الأفضل أيضًا ولقبه بالآمر بأحكام الله وكان سفاحًا وفاحشًا ومحبًا للهو, وكان يقضي طوال يومه في قصره الهودج الذي بناءه بالروضة لمحبوبته بدرية, وقتله النزرايون عام 524هـ.

ومن هنا ينتهي دور الظهور الثاني وتبدأ مرحلة دور التستر مرة أخرى, وأخر الظاهرين هو بالنسبة لهم مهديهم المنتظر, فالمستعليون أو البهرة يرون الآمر بن المستعلي أخر الأئمة وهو مهديهم المنتظر, والنزاريون أو الآغاخنية يرون أن نزار هو أخر الأئمة ولا يعترفون بإمامة المستعلي أو إبنه الآمر.  

وتقوم فكرتهم الأساسية كلها على الإدعاء بالانتساب لأهل البيت من علي وفاطمة وفي الحقيقة أثبت الجميع عدم صحة انتسابهم إلا ثلاث من القدماء؛ المقريزي وهو المتعاطف معهم لنسبه إليهم, وابن الأثير وكل حججه في الحقيقة واهية, وابن خلدون وهو كما يرى الكثير بسبب عداوته لبعض من أهل البيت فأوقع نفسه في هذا الخطأ العلمي الذي لا يجب على قامة بحجمه ومكانته فحاول نسبهم بأحجية ركيكة لينسب لآل البيت العيبة والنقيصة, وهم منهم براء, أما على الجانب الآخر فبعض من المستشرقين التابعين للمؤسسات الإسماعلية الحديثة التي تدفع لهم بوزن كتبهم ذهبًا والمنتشرة في كل بلاد العالم وخاصة لندن وكندا, والذي يرأسها حاليًا أغنى رجل ديني في العالم وهو الإمام أمير المؤمنين المعصوم الآغا خان الرابع كريم الحسين شاه الذي بلغت ثروته 47 مليار دولار أمريكي و89 كيلو من الذهب والماس الذي يجنيه من أتباعه ببند الزكاة الذي يخرج من جيوب الأتباع ليدخل جيب الإمام تقديرًا منهم لتحمله تعب ومشقة الإمامة وإعترافًا بجهوده في خدمتهم, أو سرقتهم!, وهو بعينه الإمام الذي أغرمته محكمة الإستئناف الفرنسية في عام 2011م بغرامة وقدرها (60) ستون مليون يورو تعويضًا لزوجته الألمانية جابريل لتحمله مسئولية فشل الزواج لعلاقاته النسائية الغير محدودة, كما حكمت لها بالانفصال, وأما جده الإمام الثامن والأربعون السير سلطان محمد شاه الأغا خان الثالث والمدفون بضريحه على نيل أسوان بناء على وصيته والمبني على طراز أجداده الفاطميين, والذي جمع أكبر كمية ذهب في العالم بأسره أثناء احتفالات تنصيبه المتعددة, هو بعينه الذي استخدمته بريطانيا لتهديد الملك عباس حلمي الثاني بخلعه وتوليته عرش مصر, وبالفعل جاء لمصر وحاولت تبيض تاريخه ومحو فضائحه وسحب جميع الكتب المعادية له من المكتبات وبدأت تلمعه كأمير المؤمنين وهو كان في ذلك الوقت ممثلًا للهند في عصبة الأمم, إلا أنه كشف فيما بعد في مذكراته أنه لم يأتى مصر ليتولى العرش وإنما كانت عملية مكلف بها من المخابرات البريطانية من أجل تهدئة الشارع المصري والانخراط في صفوف المثقفين لتهيئة الجو العام لتقبل تولية حسين كامل عرش مصر مستخدمًا أسلحته الخبيثة التي كشفت العديد من المصادر عنها فيما بعد إلا أنها أحجبت ومنعت من النشر في الكثير من البلاد واختفت بأكلمها سواء مكتوبة أو مسموعة, إلى أن وصل الأمر لإطلاق التهديدات علنية بالحبس الأبدي أو التصفية الجسدية لمن يتطرق في الحديث عنهم ولا أحد يعلم لماذا نحن في مصر……..

صمت الصاقر فجأة وشعر بجفاف حلقه وارتعاش أوصاله حيث أدرك أنه اندفع وأخذته الحمية فبدأ يتحدث فيما لا ينغي الحديث عنه, ففتح زجاجة الماء وقبض عليها بأسنانه ليسكب منها ما يلين حلقه ويهدئ روعه هاربًا من استئناف الحديث راجيًا في علا الإنقاذ والتي أخذت بدورها تكمل سريعًا قبل أن تتلقي من رواية أسئلتها الفضولية والتي دوما ما تكون حرجة وقاسية:-

  • أما التاريخ الإرهابي, فمؤسس جماعة الإسماعيلية النزارية والمشهورة بالحشاشين هو حسن بن علي الصباح والملقب بالمعلم وشيخ الجبل, وهو مواليد 428هـ 1037 م بمدينة قم, ثم انتقل للري إلى أن وصل لمصر أيام الخليفة المستنصر, وفي اجتماعه معه أبلغه أن إبنه نزار هو الإمام من بعده ولهذا اختلف مع الأفضل شاهنشاه عندما أراد ان يولي أحمد المستعلي, فكون جماعة النزاية ثم هاجر من مصر لبلاد فارس ليبدأ حقبة جديدة هي الأولى من نوعها في التاريخ حيث الإرهاب والاغتيال باسم الدين, ومازالت نشطة لليوم.  

وكانت أول عاصمة له هي قلعة ألموت بإيران, وأول من حكى عنهم باسم الحشاشين في التاريخ هم الصليبون عندما عادوا لأوروبا وأطلقوا عليهم الحشاشين لإعتقادهم بأن لا يتبع هذه الفرقة إلا المغيب عن الوعي بشرب الحشيش الذي كان مشهورًا أنذاك في بلاد الشرق, ولهذا عندما كتبوا عنهم كانوا يقولون  assain بما يعني حشاشين ومن هنا ولدت كلمة assassin بمعنى القاتل المحترف, فكان الصباح يأمرهم بالقتل بالخنجر المسموم خداعًا وخلسة إما في المسجد أو حلقات الدراسة, وكانوا محترفين, فلم يخطئوا أبدا حتى أنه كان باستطاعتهم الدخول للمخادع الخاصة وترك الخنجر بجانب أي من أرادوا لتخويفه, حيث كانوا يطيعونه طاعة عمياء فإن قتلوا فلهم الجنة, ولا أحد يعرف هل كانوا بالفعل يشربون الحشيش أما لا, ولا يستبعد هذا الاحتمال لأن الصباح كان بارع في الكيمياء والتجارب والفلك, ومن الممكن أيضًا أنهم تلقبوا هكذا لأنهم كانوا يعتمدون على أكل الحشائش في أوقات الحصار التي كانت تمتد لسنوات, إلا أن جميع مورخي العالم من كل الأديان والطوائف تجتمع على رأي واحد وهو أن الصباح أول إرهابي في التاريخ استغل اسم الدين الإسلامي الحنيف ولوثه بأفكاره العقيمة وحبه للسلطة والرئاسة وتعطشه للدماء باسم العدل ونصرة الفقراء والمظلومين, وكان أشهر اغتيال في عصره الوزير السلجوقي الشهير نظام الملك في عام 1092م 485هـ, الذي بنى المدارس النظامية لمكافحة خطر فكر الباطنية وكان إمامنا أبو حامد الغزالي شيخ الإسلام صديق نظام الملك وأحد أقطاب المدرسة النظامية ببغداد, ومن عجائب ذاك الزمن والمجتمع أنه حوى أهم أربع شخصيات تاريخية, وكل بارع في مجاله, نظام الملك أشهر وأصلح وزير سلجوقي, عمر الخيام الشاعر والعالم والفلكي الفارسي الأشهر, وأبو حامد الغزالي شيخ الإسلام العالم والفقيه والمتصوف والفيلسوف, وحسن الصباح الإرهابي الأول في التاريخ الإسلامي, والشواهد كثيرة على اجتماعهم صغارًا سويًا في أنحاء كثيرة من الحياة منها الدراسة سويًا.

مع زيادة نفوذ وسيطرة ألموت ضم الصباح قلاع مجاورة حتى أنه تعاون مع الصليبين واستقبلهم في حصنه ليعرض قدراته من تجارب كيميائية وأفكار فلسفية ومدى طاعة أتباعه, ثم أرسل الفرق السرية للشام حتى استقر لها الأمر, ولكن بدأت تقوى وتهيمن في عهد شيخ الجبل سنان رشيد الدين 1162م, والذي لم يكن للإرهاب في عصره حد, حيث قتل وذبح وشرد من العلماء والعامة على حد سواء, وساعد الصليبين وأمدهم بكل سلاح ومال ورجال لمحاربة المسلمين, غير أنه حاول قتل صلاح الدين إلا أنه فشل.

وكل محاولات في محاصرتهم أو القضاء عليهم من قبل الدولة السلجوقية فشلت, ولم ينجح سوى المغول في التخلص منهم فقتلوهم وأحرقوا غالبية كتبهم العلمية والفلسفية التي كتبها حسن الصباح فحيث لا علم إلا منه.