تمكنت السمسارة من تبديل طفلهم المراد بأنيس إبان تسليمه ومعه أوراق ما تثبت الإخصاء كما تنص الشروط الصارمة, وغالبًا ما يكون الناتج المستهدف سنويًا من ثلاثة لخمسة آلاف طفل ذكر, بلا أي إناث, وبجدارة ولثقتهم بها استطاعت من خلال الرشاوي أن تلحق رواية بقسم الخدمات, والذي يحظى على درجة أقل في اهتمام المعلم وشيخ الجزيرة الذي يملك الأرض والبحر والسماء والعباد, فقد تمكن العالم الجديد بمساعدة حلفائه وشركائه من بناء جزيرة صناعية كمقر له في المياه الدولية على هيئة صليب ثماني الشكل باستخدام الذكاء الاصطناعي, حيث كل شيء بالريموت المحرك الذي في يد الشيخ يحركه كيفما شاء, ولا ثاني لها ولا مثيل في الهيئة أو البناء أو التكنولوجيا في أي من أنحاء العالم, وتقع في المحيط الأطلنطي بين جزر كناري الإسبانية وجزر جمهورية الرأس الأخضر وقبالة جمهورية الصحراء العربية الديموقراطية التي اختارتها الصقور, وتحديدًا شبه جزيرة الداخلة, لمراقبة الوضع وسهولة استلام الإشعارات.  

في الجزء السطحي من الجزيرة يعيش الأطفال في أيقونات إلكترونية مقسمة لخنادق, ويتم تأهيلهم بالبرامج والريبورتات الإلكترونية التي يتحكم بها المعلم, ويصلهم الطعام والشراب من مجاري آلية بدون ملامسة الشياطين القابعين بالجزء المائي كما يطلق الشيخ على مئات النساء الملحقات بأقسام الخدمات, أما في الجزء السماوي يعيش الشيخ ومعه العشرات من النساء الجميلات العاريات وهن في أحسن الصور وأبدعها وهن الملائكة, ملك للشيخ وحده, وقد صمم على هيئة سماء افتراضية بشمس صناعية يتحكم في شروقها وغروبها حينما أراد, وقمر إلكتروني يتحكم في أطواره كيفما شاء.  

أما الزعامة المسلحة للغارة والحراسة فهي من مهام الرفيق وهو أعلى منصب للقادة العسكريين في جيش الحشاشين وهو بدرجة نائب شيخ الجزيرة, وهي المرتبة الوحيدة من مراتب الإسماعلية السبع التي يحظى بها الشباب لإعتمادها على الكفاءة والقوة لا الدم أو النسب لخطورتها وأهميتها, وهي المسئولة عن التدريب الميداني  للأطفال لعمليات الاغتيال سواء بالمواجهة أو الخداع أو الاحتيال أو التعذيب, ويتولاها الرفيق كليب الدين الأصغر سنًا والأكثر تفوقًا, وقد بلغت الزعامة في عهده ثلاثون حظيرة, كل حظيرة تضم خمسة عشر مرتزقة أفارقة مبتاعون من سوق العبيد بليبيا, وهو الأكبر في أفريقيا حيث يحوي على أكبر عدد متنوع من الجنسيات حيث الفتيات وأغلبهن من نيجريا ومالي وموجهون للسوق الإيطالي والإسباني حيث الدعارة القسرية والجنس الإجباري, والذكور غالبيتهم أطفال مختطفة ومهربة عن طريق قبائل الغجر من مصر والسودان وتونس والجزائر والتي يبلغ عددها ما بين سبعة لعشرة ألف طفل سنويًا, ومن مهام الحظائر تأمين الجزيرة وحراستها والقيام بالهجمات والغارات الخارجية لجلب الموارد الغذائية من أسرى وسبايا, ومقرها على شواطئ الجزيرة حيث يقبع أربعة وعشرون يخت من أكبر وأفخر أنواع اليخوت في العالم الذي يبلغ طول الواحد منها 145م بتكلفة  110مليون يورو, ويتبعها ثماني غاطسات وأربع غواصات بدون بحار, وعلى كل يخت مهبط يضم أربع طائرات, غير جراج به عشر سيارات ذات دفع رباعي, ومخزن للأسلحة وقاعدة إطلاق الصواريخ.  

استقر أنيس دخل خندقه وهو يحظى برؤية الشيخ ساعة فجريًا ليسجدوا فيها أمامه ويقبلون قدميه, وخلال النهار يتعلمون النطق والكلام من القواميس الآلية المصممة على طراز ريبورت والمعدة بأعلى تكنولوجيا, ولكل سبعة أطفال ريبورتان أحدهما يطلقون عليه المأذون والآخر الراعي واللذين يتولان تعليم وتأهيل الأطفال من خلال التطبيقات الألية كتطبيق الإمام وتطبيق المعلم وتطبيق الداعي وكلها تعمل على ترسيخ مبادئهم من مفاهيم ومصطلحات لتنمية قدراتهم اللغوية والعقلية في المواجهة والتعامل مع البشر حين ذهابهم وبعثهم الأول لليابسة, أما في المساء يحشد الشيخ الجميع بإنارة القمر أثناء هبوطه من السماء في الأيقونة الكبرى حيث يصلب فيها ثلاثة أسرى وثلاث سبايا, ويستلم كل طفل كوب ومعه إبرة مدببة ليوخز بها جسم الأسير سبع وخزات لينزف منه دمًا يملئ نصف الكوب, ثم يخلطه ببوله مع قليل من الخمر لتجرعه بشهية قبل تناول العشاء المعد من اللحم المشوي للأسرى منزوعي الدماء.